للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعلمه العلماء١، وتفسير لا يعلمه إلا الله٢ من ادعى علمه فهو كاذب".

وقد روي عن مجاهد وطائفة أن الراسخين في العلم يعلمون تأويله، وقد قال مجاهد: عرضت المصحف على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته أقف عند كل آية فأسأله عن تفسيرها.

ولا منافاة بين القولين عند التحقيق"٣.

ويعني بالقولين القراءتين: الوقف على قوله: {إِلاَّ اللهُ} والوصل.

وقال في موضع آخر موجهاً كلتا القراءتين: "وكلا القولين حق باعتبار كما قد بسطناه في مواضع أُخَر، ولهذا نقل عن ابن عباس هذا وهذا وكلاهما حق"٤.

وخلاصة القول في توجيه القراءتين: أنه على قراءة الوقف يكون التأويل بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها الشيء، وعلى قراءة الوصل يكون التأويل بمعنى التفسير؛ فمن قال: إنه لا يعلم تأويله إلا الله أراد الحقيقة، ومن قال: إنه يُعلم تأويله أراد التفسير.

وعلى قراءة الوقف تكون الواو في قوله: {وَالرَّسِخُوْنَ ... } ابتدائية استئنافية.

وعلى قراءة الوصل تكون عاطفة.


١_ هو مما يخفى على غير العلماء، مما يمكن الوصول إلى معرفته، كمعرفة أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، والعام والخاص، والمطلق والمقيد.
٢_ هو حقائق ما أخبر الله به عن نفسه، وعن اليوم الآخر؛ فهذه الأشياء تفهم بمعناها، ولا تدرك حقيقة ما هي عليه في الواقع.
٣_ التدمرية ص٩٠_٩١.
٤_ الفتوى الحموية الكبرى ص٢٩٠.

<<  <   >  >>