والجمهور يقولون: إنه ما من جزء إلا ويقبل التجزؤ حتى ينعدم، أو مستحيل أي ويتحول إلى شيء آخر كالبخار ونحوه _كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية_.
وقد ظهر عند علماء المادة تفجير الذرة، وهذا مما يقوي القول ببطلان نظرية الجواهر المفردة١.
رابعاً: الجواهر المفردة: هي جمع الجوهر المفرد أو الفرد.
والجوهر: هو والذات والماهية والحقيقة كلها ألفاظ مترادفة.
والجوهر الفرد قيل فيه:
_ إنه هو القائم بالنفس الذي يكون متحيزاً لا قابلاً للقسمة.
_ وقيل: هو الجزء الصغير الذي لا يمكن تقسيمه.
_ ويقال له: الجزء الذي لا يتجزأ _ أي لا ينحل _.
والجواهر المفردة هي التي لا تقبل انقساماً لا في الخارج، ولا في الفرض العقلي _ كما مر عند الحديث عن الجسم _.
والجوهر خلاف العرض؛ الجوهر ما كان قائماً بنفسه كالجسم مثلاً، والعرض ما كان قائماً بغيره كاللون كبياض الثلج، وسواد القار؛ فهي قائمة بغيرها لا بنفسها.
ولهذا يقول بعضهم: الجسم: ما كان مركباً من المادة والصورة.
والمادة: أصل الشيء أو الهيولى، والصورة وضع الشيء بعد تركيبه أي هيئته وشكله، وتناسب بعض أجزائه مع بعض.
١_ انظر التوضيحات الأثرية للشيخ فخر الدين المحيسي ص١٢٥.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute