للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليه وسلم، فقرأنا ما تيسر من القرآن، ودعونا لنا ولمحبينا.

ثم دخلنا حمص ضحى يوم الجمعة، الثامن عشر من الشهر المذكور، ونزلنا في الخان الذي عند بابها «١» ، وهو خان كبير مشتمل على خانات، فاذا دخلت بابه رأيت صحنا كبيرا واسعا في أطرافه حجر لأبناء السبيل، وعن يمين الصحن باب كبير فيه خان فيه أواوين وحجر واصطبل، ومقابل الوجه باب كبير أيضا فيه أواوين وحجر أيضا، وجدول ماء صغير متشعب من العاصي، وعن يساره صحن طويل يشقه جدول من العاصي (١٢٤ أ) ، وعليه ناعورة صغيرة، وفيه مزار يقال إنه قبر مبارك بن عوف، وقيل عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما «٢» .

وصلينا الجمعة في جامعها الكبير، وهو جامع كبير في صحنه بركة، وعواميد سمّاقيّة «٣» ملقاة مطروحة على الأرض، وأعلى المصلى مسقف بالخشب، وظاهر البناء يدل على أنه كان عقدا، فأخبرت أن تيمور الخبيث هدمه «٤» . وعلى باب الجامع المذكور، من خارج كتابة فيها اسم الباني، وهو السلطان المالك الملك، المجاهد، المرابط، المؤيد، المنصور، أسد الدنيا والدين، ملك المسلمين أبو الفتح شير كوه بن محمد بن شير كوه «٥» ناصر أمير المؤمنين، في

<<  <   >  >>