للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فخرج الإذن ذلك اليوم، ووكلت على تدريسي في آستانة قطب العارفين، وسلطان الموحدين، سيدي أبي صالح محيي الدين عبد القادر الجيلي- قدس سره العزيز- ولدي النجيب (٣٧ ب) العالم الفاضل، أبا الخير عبد الرحمن، لا زال سعيدا ما كرّ الجديدان، آمين.

ثم خرجنا من بغداد دار السلام قبيل الظهر، الاثنين، الثامن والعشرين من ربيع الأول من العام المذكور «١» ، فخرج الأولاد والمحبّون لوداعنا، فجرت منّا العبرات، وتلظت منا الزفرات، وفاضت دموع العيون، وتراكمت على الفؤاد الشجون.

وبما جرى في موقف التوديع من ... ألم النوى شاهدت هول الموقف

[[تل كوش]]

ونزلنا تل كوش، على أربعة فراسخ من بغداد، وهو تلّ صغير مستطيل أحمر، على كتف دجلة الغربي. ولعلّ نسبته إلى كوش بن كنعان. وأقمنا فيه يوم الثلاثاء، ومنه كتبت للولد القلبي النجيب الأمجد، حسين بك ابن الأكرم كتخدا «٢» محمد باشا. «٣» وصورة الكتاب:

سلام كروض حين باكره الحيا ... فأضحى نضيرا ذا رواء وذا نشر

سلام كأنفاس النسيم تعله ... يمشط قضبان الرياحين والزهر

سلام كريا الرّند جادت به الصبا ... على مستهام عام في لجّة الفكر

<<  <   >  >>