للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوقت وتشوش «١» البال. واجتمعت مرارا بخليل المجذوب، وهو مسلوب العقل، فتارة يضحك، وتارة يغني، وتارة يشتم، وتارة يمدح، غير مضبوط الحال، وسألناه الدعاء، ولأهل دمشق فيه اعتقاد كثير.

وممن اجتمعنا به في دمشق الشام مرارا عديدة في دار صالح أفندي الموصلي (١٣٢ أ) سيدنا تاج الدين ابن العالم الفاضل أبي الغيث الشيخ عبد الرحمن المؤقت والمدرس والخطيب في المسجد النبوي، أخذ الحديث عن الشيخ أبي الحسن السندي، والعربية والمعقول عن الشيخ سليمان المغربي المالكي، وعن الشيخ محمد بن عبد الله المغربي المالكي، وعن الملا شريف البرزنجي وغيرهم.

وكتبت منها إلى حلب كتابا لإسماعيل آغا ميرو زاده، وصورته: دعاء تضمنت مبانيه الاستطابة، واحتوت معانيه على الاستجابة، بسطت له راحات التضرع والابتهال، إلى اللطيف ذي العظمة والجلال، بأن يديم حضرة الأمجد الذي لا تقرع صفاته ولا تضبط، وإن أسهب الواصف صفاته. ذا المجد المؤثل، والحسب المعنعن المسلسل، عين إنسان هذا الدهر، وإنسان عين أعيان العصر، حائز المفاخر والمآثر، وارث المكارم كابرا عن كابر، ولا بدع في اتصافه بمحاسن الأخلاق، ولا غرابة في اتسامه بما ملأ الآفاق، وضاق عنه النطاق، وتحلت به الأوراق، لأنه من قوم امتطوا غارب المجد وسنامه، وعلوا هضاب الفضل وآكامه، (١٣١ ب) طابوا محتدا، وزكوا مولدا، فلا أحد في هذا العصر يدانيهم، ولا في المفاخر يناويهم، ولذا نظمت فيهم، وإن لم أبلغ معشار ظاهرهم وخافيهم. ألا وإن عقدهم الفريد، وعين قلادة الدر النفيس، السيد الجليل، والأمجد النبيل، أبا المعالي ابن ميرو إسماعيل، لا زال الإقبال ثاويا ببابه، ولا برح السعد مقيما في رحابه، أما بعد، فالمفروض، غب الدعاء المفروض، (١٣٣ أ) أن هذا الداعي لم يزل لسانه رطبا بذكر كم، يستنشق من الأرواح إذا هبت طيب نشركم، يلهج بالأدعية لذلك الجناب المستطاب، متشوقا إلى أن يعفّر محياه بصعيد هاتيك

<<  <   >  >>