للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على ذلك قس ابن ساعده «١» ، ولم ينكر في هذا الشأن من شأنه الإنكار ولا المساعدة، ولو رآهم ابن العميد «٢» لعمد إلى ترك ما ادعاه، ولصير سيف بلاغته غميدا «٣» بعد ما انتضاه، ولو سمع بهم سحبان «٤» لسحب أذيال الخجل وندم على دعواه الفصاحة وعدل، فليست فضيلتهم استعارة مبناها التشبيه، إذ لا مثل لهم ولا شبيه، بل حقيقية مصرحة، ومكنية مرشحة، مجردة عن ترك الأينه، الفاعلون الجود، وكل فاعل مرفوع والمنصبون لإكرام الوفود، من رفيع وموضوع، فباهت بهم الشهباء، وأمنت بتركهم من اللأواء «٥» :

وكيف لا تباهي، وقد حوت الشرف الغير المتناهي «٦» ، بل يحق أن تفخر على الزوراء، لتفردها بالرتبة العلياء، حوت رجالا هم الجبال، وسادة متسمين بمحاسن الأفعال:

أبناء مجد كرام قبل ما فطموا ... على «٧» الرضاع لأخلاق الندى جلبوا

قوم إذا ذكروا الرحمن من وجل ... لانوا وإن شهدوا يوم الوغى صعبوا

لا يسكن «٨» الحقّ إلّا حيثما سكنوا ... وليس يذهب إلّا حيثما ذهبوا

إذا تنشقت ريّاهم عرفتهم ... بأنهم من جناب القدس قد قربوا

أطال الله بقاء الموالي، أصحاب الشرف الباذخ العالي، ومتع المسلمين بمدة حياتهم، وأعاد علينا وعليهم عوائد دعواتهم، آمين.

<<  <   >  >>