للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأخذ كل كتابه بيمينه، وأثبت ظن وده بيقينه، غير أننا لم نر لنا سطرا، وكان الأخ الأعز خلع الذمة العراقية، وتردى بالصفات الشامية، ورقة طبعه تشهد لذلك، وإلا فود العراق، مما وقع عليه الاتفاق، وحفظ الصداقة شاد عليهم نطاقه، أو أنه قد اقترف منا ذنبا يقتضي الهجران، وأنسج علينا عناكب النسيان، فالرجا عدم الإخراج من الخاطر، خصوصا عند مشاهدتكم الروضة النبوية، على ساكنها أزكى سلام وأعطر تحية، بدعاء مقبول، وتوسل بأكرم رسول، كذا في كل موطن إجابة، نرجو بذل الدعاء لنا ولولدنا محمد آغا، وكذا كاتب الأحرف. السيد محمد يبلغكم السلام، ويرجو ما نرجو والدعاء.

وكتب الشيخ علي الدباغ مشايخه (١٦٠ أ) وأرسل ما كتبه إليّ وأنا في دمشق الشام «١» ، وسبب ذلك أني لما استجزته لأولادي، طلب مني أن أجيزه فأجزته، ثم سألته الإجازة لي، فأجازني. والتمست أن يكتب لي مشايخه الذين أخذ عنهم، فلم يتهيأ له الكتابة وأنا في حلب، وصورة ما كتب: الحمد لله المجيب لمن دعاه، المقبل على من ناداه، الذي خص أهل الحديث بالرحمة والنضرة، وجعلهم من بين زمر العلماء خير زمرة، واستجاب فيهم دعوة نبيهم المختار، وحباهم برقة القلب وطول الأعمار، وحفظ بهم على الأمة أمر الدنيا والدين، وما يقرب في الدارين، من المنزلة العليا، وجعلهم أقرب الخلق في القيامة إليه، لكثرة صلواتهم وسلامهم عليه، على تلك الذات العلية، التي هي لظهور الموجودات العلّة الفانية»

أبو الأرواح، وممدها بالفلاح والهداية، القائل: (بلغوا عني ولو آية) «٣» ، والمأثور في المسانيد عنه: (رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) «٤» ، وعلى آله شموس الاقتداء، وأصحابه بدور الاهتداء، الذين سنوا الرّحلة في الحديث، وسعوا في طلب العلو السعي

<<  <   >  >>