٢ انظر تعليم المتعلم للزرنوجي (ص ٨) . ٣ هذه التوجيهات سديدة ونصائح مفيدة لطالب العلم ليتجنب مصاحبة مَنْ هذه صفاته، وما أكثر الذين يتصفون بهذه الصفات من الشباب في كل عصر، حتى أصبح الأصل في كثير منهم الكسل، والبطالة، وكثرة الهرج، فضلاً عن خوضهم في الفتن واستشرافهم لها. فعلى الطالب أن لا يصاحب إلا صاحب التقى والورع والعبادة، الذي يزداد بصحبته إيماناً، وبقربه قرباً من الله عز وجل. وليحذر أشد الحذر من المتحذلق عليم اللسان، المتظاهر بالورع المتكلف في العبادة، وهو أضعف الناس عبادة وأقلهم ورعاً. إذا خاصم فجر، وإذا حدّث كذب، يضمر في قلبه خلاف ما لاكه لسانه. وفي الحلية لأبي نعيم (٧/٤٦) : "قيل لسفيان: من نجالس؟ قال: من تذكركم بالله رؤيتُه، ويرغبكم في الآخرة عملُه، ويزد في علمكم منطقُه". وفي الإبانة للحافظ ابن بطة (١/٢٠٥ رقم ٤٤) قال الحافظ عمرو بن قيس الملائي: "إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة والجماعة فارجه، وإذا رأيته مع أهل البدع فايئس منه، فإن الشاب على أول نشؤه". وفيه برقم ٤٣ عن عبد الله بن شوذب قال: "إن من نعمة الله على الشاب إذا تنسك أن يواخي صاحب سنة يحمله عليها". وفي الإبانة أيضاً (٢/٤٧٩-٤٨٠) عن يوسف بن عطية عن قتادة قال: "إنا والله ما رأينا الرجل يصاحب من الناس إلا مثله وشكله، فصاحبوا الصالحين من عباد الله لعلكم أن تكونوا معهم أو مثلهم". وفيه رقم ٥١٢ عن مالك بن دينار قال: "الناس أجناس كأجناس الطير: الحمام مع الحمام، والغراب مع الغراب، والبط مع البط، والصعو - نوع من الطيور - مع الصعو، وكل إنسان مع شكله". ثم قال ابن بطة: "فانظروا رحمكم الله من تصحبون وإلى من تجلسون واعرفوا كل إنسان بخدنه وكل أحد بصاحبه، أعاذنا الله وإياكم من صحبة المفتونين ولا جعلنا وإياكم من إخوان العابثين ولا من أقران الشياطين، وأستوهب الله لي ولكم عصمة من الضلال وعافية من قبح الأفعال".