للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويصلح لقبول العلم ونوره، والنفع به، ولا يقنع لنفسه بظاهر الحل شرعاً مهما أمكنه التورع، ولم تلجئه حاجة، أو يجعل حظه الجواز بل يطلب الرتبة العالية، ويقتدي بمن سلف من العلماء الصالحين في التورع عن كثير مما كانوا يفتون بجوازه.

قال أبو الدرداء: "تمام التقوى أن يتقي الله العبدُ حتى يتقيَه من مثقال ذرة، وحتى يترك بعض ما يُرى أنه حلال خشية أن يكون حراماً، حجاباً بينه وبين الحرام".

وعن ابن عمر قال: "إني لأحب أن أدع بيني وبين الحرام سترة من الحلال لا أخرقها" ١.

وعن ميمون بن مهران: "لا يسلم للرجل الحلال حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزاً من الحلال" ٢.

وعن سفيان بن عيينة: "لا يصيب عبدٌ حقيقة الإيمان حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزاً من الحلال" ٣.

وأحق من يقتدى به في ذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

ومن نظم عبد الله بن المبارك ٤:

يا طالبَ العلمِ بادِرِ الورعاَ ... وهاجرِ النومَ واهجُرِ الشبعا

١٠ - ينبغي لطالب العلم أن لا يخالط إلا من يفيده أو يستفيد منه، فإن تسرع أو تعرض لصحبة من يضيع عمره معه ولا يفيده ولا يستفيد منه، ولا يعينه على


١ جامع العلوم والحكم لابن رجب (١/٢٠٩) .
٢ الحلية لأبي نعيم (٤/٨٤) .
٣ الحلية (٧/٢٨٨) .
٤ جامع بيان العلم وفضله (١/١٩٢) .

<<  <   >  >>