للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال أبو محمد عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني في نونيته:

لا تحشُ بطنَك بالطعام تَسَمُّناً ... فَجُسُومُ أهلِ العلمِ غيرُ سِمانِ

أقلِلْ طعامَك ما استطعتَ فإنهُ ... نَفعُ الجُسومِ وصحَّةُ الأَبْدانِ

واملِكْ هواك بضبطِ بَطنِكَ ... إنهُ شرُّ الرِّجالِ العاجزُ البَطنَانِ

والأولى أن أكثر ما يأخذ من الطعام ما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "ما ملأ ابن آدم وِعاءً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لُقيمات يُقِمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلثٌ لطعامِه، وثلثٌ لشرابه، وثلث لنفَسِهِ" ١.

٨ - أن يقلل استعمال المطاعم التي هي من أسباب البلادة وضعف الحواس كالتفاح الحامض، والباقلاء، وشرب الخل وكذلك استعمال ما يسبب البلغم المبلد للذهن، المثقل للبدن، ككثرة الألبان، والسمك وأشباه ذلك. وينبغي أن يستعمل ما جعله الله تعالى سبباً لجودة الذهن كمضغ اللبان، والمصطكى حسب العادة، وأكل الزبيب بكرة، ولعق العسل ونحو ذلك.

كان الإمام الزهري (ت ١٢٤هـ‍.) يحث تلاميذه على حفظ الحديث، ويقول: "من أحب أن يحفظ الحديث فليأكل الزبيب"، وكان رحمه الله يتصبح بلعق العسل ٢.

٩ - أن يأخذ نفسه بالورع في جميع شأنه ويتحرى الحلال في طعامه، وشرابه، ولباسه، ومسكنه، وفي جميع ما يحتاج إليه هو وعياله ليستنير قلبه


١ رواه الإمام أحمد في المسند (٤/١٣٢) من حديث المقدام بن معدي كرب، والترمذي في كتاب الزهد من جامعه، باب ما جاء في كراهية كثرة الأكل، وقال: هذا حديث حسن صحيح (٤/٥٩٠ ح ٢٣٨٠) .
٢ انظر الجامع للخطيب (٢/٢٦٢) ؛ وسير أعلام النبلاء (٥/٣٣٥، ٣٤٧) من ترجمة الزهري؛ وزاد المعاد (٤/٣١٩) .

<<  <   >  >>