للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويعظم حرمته، ويرد غيبته، ويغضب لها، فإن عجز عن ذلك قام وفارق ذلك المجلس. وينبغي أن يدعوا له، وأن يرعى له حقه في ذريته وأقاربه من بعده ١.

وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي: "وينبغي للمتعلم أن يحسن الأدب مع معلمه، ويحمد الله إذ يسر له من يعلمه من جهله، ويحييه من موته، ويوقظه من سِنَتِه، وينتهز الفرصة كل وقت في الأخذ عنه، ويكثر الدعاء له حاضراً وغائباً ... " ٢.

٣ - ملازمته لشيخه للاستفادة من أدبه وأخلاقه وسمته.

قال أبو الدرداء: "مِن فقه الرجل ممشاه ومدخله ومخرجه مع أهل العلم" ٣.

وقال إبراهيم النخعي (ت ٩٦هـ‍.) :

"كنا نأتي مسروقاً فنتعلم من هديه ودلِّه".

وعن ابن وهب قال: "ما تعلمت من أدب مالك أفضل من علمه".

ولقد أحسن عبد الله بن المبارك حيث يقول ٤:

أيُّها الطالب عِلماً ... ائتِ حمادَ بنَ زَيْدِ

فَالْتَمِسْ حِلْماً وعِلْماً ... ثمَّ قيِّدْهُ بِقَيْدِ

٤ - أن يتأدب في الجلوس بين يديه ويشد ذهنه إليه ويُحضر له كامل حواسه، ولا يقصر في الإصغاء فيتشاغل بفكر، أو حديث أو نحو ذلك. وعن الحسن بن


١ تذكر السامع والمتكلم (ص ٩٠) .
٢ الفتاوى السعدية (ص ١٠١-١٠٢) .
٣ جامع بيان العلم وفضله (١/١٢٧) .
٤ المصدر السابق في الموضع نفسه.

<<  <   >  >>