للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

علي رضي الله عنهما قال لابنه: "يا بُنيّ! إذا جالست العلماء فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الصمت، ولا تقطع على أحد حديثاً وإن طال حتى يمسك" ١.

٥ - أن يصبر على جفوة تصدر من شيخه، أو سوء خلق، ولا يصده ذلك عن ملازمته، وحسن عقيدته، ويحمل أفعاله التي يظهر أن الصواب خلافها على أحسن محمل، ويتأولها على أحسن تأويل، والتماس العذر له ٢.

عن سعيد بن المسيب أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:

"إن من حق العالم ألا تُكثر عليه بالسؤال، ولا تُعنته في الجواب، وألا تُلحَّ عليه إذا كسل، ولا تأخذ بثوبه إذا نهض، ولا تفشينّ له سراً، ولاتغتابنّ عنده أحداً، ولا تطلبنّ عثرته، وإن زلّ قبلت معذرته، وعليك أن توقره، وتعظمه لله، ما دام يحفظ أمر الله، ولا تجلسنّ أمامه، وإن كانت له حاجة سبقتَ القوم إلى خدمته" ٣.

٦ - إذا سمع من شيخه شيئاً قد سمعه أو يحسنه فليصغ إليه إصغاء من يسمع ذلك لأول مرة. قال عطاء بن أبي رباح (ت ١١٤هـ‍.) :

"إني لأسمع الحديث من الرجل وأنا أعلم به منه فأُريه من نفسي أني لا أحسن منه شيئاً" ٤.

وقال أيضاً: "وإني لأسمع الشاب ليتحدث بالحديث فأسمع له كأني لم أسمع به، ولقد سمعته قبل أن يُولد" ٥.


١ المصدر نفسه (١/١٣٠) .
٢ تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة (ص ٩١) .
٣ جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (١/١٢٩) .
٤ في الحلية لأبي نعيم (٣/٣١١) ترجمة عطاء بن أبي رباح: "عن معاذ بن سعد الأعور قال: كنت جالساً عند عطاء بن أبي رباح فحدث بحديث فعرض رجل من القوم في حديث، فغضب وقال: ما هذه الأخلاق؟ وما هذه الطبائع؟ إني لأسمع الحديث من الرجل وأنا أعلم منه به ... ".
٥ ذكره الحافظ الذهبي في ترجمة عطاء في سير أعلام النبلاء (٥/٨٦) عن ابن جريج، عن عطاء ...

<<  <   >  >>