للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ثم كتب المسانيد الكبار، كمسند الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وأبي يعقوب إسحاق بن راهويه، ومسند أبي بكر بن أبي شيبة، وعبد بن حُميد الكشي وغيرهما ... " إلى أن قال: "وأما موطأ الإمام مالك بن أنس فهو المقدم في هذا النوع، ويجب أن يبتدئ بذكره على كل كتاب غيره، ثم الكتب المتعلقة بعلل الحديث، منها: كتب أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وأبي حاتم الرازي، وأبي علي الحافظ النيسابوري، وأبي الحسن الدارقطني، وكتاب "التمييز" لمسلم بن الحجاج. ثم تواريخ المحدثين وكلامهم في أحوال الرواة، مثل كتاب ابن معين، الذي يرويه عنه عباس الدوري، وكتاب خليفة بن خياط العصفري، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وأبي خيثمة النسائي، وأبي زرعة الدمشقي، وحنبل بن إسحاق الشيباني، ومحمد بن إسحاق النيسابوري، وكتاب "الجرح والتعديل" لعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، ويُربي على هذه الكتب كلها "تاريخ محمد بن إسماعيل البخاري" فإذا أحرز صدراً مما ذكرناه فلا عليه أن يشتغل بالسماع والكَتْبِ للفوائد المنثورة غير المدونة المجموعة، يَعْمد إلى استيعابها دون انتخابها" اه‍. ملخصاً ١.

وقال الحافظ ابن عبد البر:

"واعلم - رحمك الله - أن طلب العلم في زماننا هذا، وفي بلدنا قد حاد أهله عن طريق سلفهم وسلكوا في ذلك ما لم يعرفه أئمتهم، وابتدعوا في ذلك ما بان به جهلهم وتقصيرهم عن مراتب العلماء قبلهم. فطائفة منهم تروي الحديث وتسمعه، قد رضيت بالدؤوب في جمع ما لا تفهم، وقنعت بالجهل في حمل ما لا تعلم، فجمعوا الغث والسمين، والصحيح والسقيم، والحق والكذب في كتاب واحد، وربما في ورقة واحدة. ويدينون بالشيء وضده، ولا يعرفون ما في ذلك عليهم. قد شغلوا أنفسهم بالاستكثار


١ الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (٢/١٨٢-١٨٧) .

<<  <   >  >>