للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال الشافعي: "تفقه قبل أن ترأس، فإذا رأست فلا سبيل إلى التفقه" ١.

٦ - أن يرغّب بقية الطلبة في التحصيل ويدلهم على مظانه ويصرف عنهم الهموم المشغلة عنه، ويهون عليهم مؤنته ويذاكرهم بما حصله من الفوائد والقواعد والضوابط، وينصحهم في الدين، فبذلك يستنير قلبه، ويزكو عمله، ومن بخل عليهم بعلمه لم يثبت عمله، وإن ثبت لم يثمر، ولا يفخر على بقية الطلبة أو يعجب بجودة ذهنه، بل يحمد الله تعالى على ذلك، ويستزيده منه بدوام شكره ٢.

٧ - التبكير بسماع الحديث، ولا يهمل الاشتغال به وبعلومه والنظر في إسناده ورجاله ومعانيه وأحكامه، ويعتني بالصحيحين، ثم السنن، والموطأ، والمسانيد، وبقية كتب الحديث، ويعتني بمعرفة صحيح الحديث، وحسنه، وضعيفه، ومسنده، ومرسله، وسائر أنواعه، فإنه أحد جناحي العالم بالشريعة، والآخر هو القرآن. ولا يكتفي بمجرد السماع، بل يعتني بالدراية أشد من اعتنائه بالرواية.

قال الخطيب البغدادي: "من أول ما ينبغي أن يستعمله الطالب شدّة الحرص على السماع، والمسارعة إليه والملازمة للشيوخ ... " ثم قال: "ويبتدئ بسماع الأمهات من كتب أهل الأثر والأصول الجامعة للسُّنن، وأحقها بالتقديم كتاب "الجامع" والمسند الصحيحان لمحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري. ومما يتلو الصحيحين سنن أبي داود، وأبي عبد الرحمن النسائي، وأبي عيسى الترمذي، وكتاب محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، الذي شرط فيه على نفسه إخراج ما اتصل سنده بنقل العدل عن العدل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.


١ الفقيه والمتفقه (٢/٧٨) ؛ تذكرة السامع والمتكلم (ص ١٣٤) .
٢ تذكرة السامع والمتكلم (ص ١٦٢-١٦٣) .

<<  <   >  >>