للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل يذكر الإنسان ما فيه من الفضائل عند الحاجة إذا لم يقصد التزكية كما ورد عن جماعة من الصحابة١.

وكذا قوله عند قول، الله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} ٢ حيث قال:- تسمية الله سبحانه ذلك رحمة في قوله: {نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ} وهذه من أشكل المسائل على أكثر الناس، بعضهم يظن أن هذا كله نقص أو مذموم، وأن التجرد من المال مطلقا هو الصواب، وبعض يظن أن عطاء الدنيا يدل على رضا الله، وكلاهما على غير الصواب. وذلك أن من أنعم الله عليه بولاية أو مال فجعلها طريقا إلى طاعة الله فهو ممدوح وهو أحد الرجلين اللذين يغبطهما المؤمن، وإن كان غير هذا فلا٣.

كما استنبط من قوله تعالى حكاية عن يوسف: {أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} ٤.

إن هذا ليس من تزكية النفس المذموم.

وان هذا ليس من المن والأذى المذموم٥.

واستنبط مما حكاه الله عن يعقوب من قوله: {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} ٦ إن الكلام إذا لم يكن فيه جزع لم يناف الشكوى٧.

وقال عند قوله تعالى حكاية عن يعقوب أيضاً: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} ٨.


١ المرجع السابق بصحيفته.
٢ سورة يوسف: آية "٥٦".
٣ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "١٥٧" وانظر قسم التحقيق ص "٣٥٥".
٤ سورة يوسف: آية "٥٩".
٥ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "١٥٩"، "١٦٠". وانظر قسم التحقيق ص "٣٥٩".
٦ سورة يوسف: آية "٨٤".
٧ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "١٦٩" وانظر قسم التحقيق ص "٣٧٨".
٨ سورة يوسف: آية "٨٦".

<<  <   >  >>