للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الرابع: موقف الشيخ من القصص الإسرائيلي]

لم يهتم الشيخ بالإسرائيليات وذلك لاهتمامه في مجال القصص القرآني ودراسته بالنص على الفائدة، ومن المعلوم أن القصة القرآنية قد نصت على موضع العبرة والفائدة، وغالب التفصيلات الواردة في أخبار بني إسرائيل لا فائدة فيها، يقول الشيخ عند قول الله تعالى في أول سورة يوسف: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} ١ ومما يدل على أن القرآن كاف عما سواه من الكتب أن عمر أتى النبي "صلى الله عليه وسلم" بكتاب فقرأ عليه، فغضب فقال: "أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب. والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقيه، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبونه، أو بباطل فتصدقونه، والذي نفسي بيده لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي" رواه أحمد٢. وفي لفظ أنه استكتب جوامع من التوراة وقال: ألا أعرضها عليك، وفيه: "لو أصبح فيكم موسى حياً ثم أتبعتموه وتركتموني لضللتم إنكم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين" ٣.

قال الشيخ موضحاً حزم عمر في هذا الموضع: وقد انتفع عمر بهذا، فقال للذي نسخ كتاب دانيال: امحه بالحميم والصوف الأبيض، وقرأ عليه أول هذه السورة، وقال: لئن بلغني أنك قرأته أو أقرأته أحداً من الناس لأنهكنك عقوبة"٤.

قلت: وهذا موقف حازم من عمر "رض الله عنه".

وأما من أنا بصدد دراسة موقفه من الإسرائيليات وهو الشيخ محمد "رحمه الله"


١ سورة يوسف: الآيات "١- ٣".
٢ سيأتي تخريجه في موضعه من التحقيق ص "٢٨٨، ٢٨٩".
٣ سيأتي تخريجه في موضعه من التحقيق ص "٢٨٨، ٢٨٩".
٤ انظر مؤلفات الشيخ/القسم الرابع/ التفسير ص "١٢٨". والأثر سيأتي تخريجه في موضعه من التحقيق ص "٢٩٠".

<<  <   >  >>