للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً، وسموها بأسمائهم، ففعلوا، ولم تعبد، حتى إذا هلك أولئك، ونسي العلم عبدت١.

وباب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده٢؟!

وباب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله٣. ومما أورد فيه ما رواه ابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} ٤ قال: كان يلت لهم السويق فعكفوا على قبره٥.

وكذا قال أبو الجوزاء عن ابن عباس: "كان يلت السويق للحاج"٦.

ويوضح الشيخ أيضاً عند قول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} ٧ أن من شروط الإيمان بالله، واليوم الآخر أن لا يشرك بعبادة ربه أحداً، ففيه التصريح بأن الشرك في العبادة، ليس في الربوبية.

وفيه الرد على من قال: أولئك يستشفعون بالأصنام ونحن نستشفع بالصالحين، لأنه قال: {وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} ، فليس بعد هذا بيان.

وافتتح الآية بذكر براءة النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أقرب الخلق إلى الله وسيله، وختمها بقوله: {أَحَداً} ٨.


١ أخرجه البخاري في صحيحه/كتاب التفسير/سورة نوح "١" باب "ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق" انظر الفتح "٨: ٥٣٥" ح "٤٩٢٠".
٢ مؤلفات الشيخ/ القسم الأول/ العقيدة/ كتاب التوحيد ص "٦٠".
٣ المرجع السابق ص "٦٤".
٤ سورة النجم: آية "١٩".
٥ تفسير الطبري "٥٨:٢٧".
٦ المرجع السابق "٢٧: ٥٩".
٧ سورة الكهف: آية "١١٠".
٨ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "٢٦٠، ٢٦١".

<<  <   >  >>