للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} ١.

الرد على من أنكر التحسين والتقبيح العقلي٢.

وإنكار التحسين والتقبيح العقلي من أصله هو مذهب الأشاعرة ومن وافقهم، وهو مع منافاته للنصوص مكابرة للعقول وإلغاء لها في هذا٣.

ووجه الرد عليهم هنا: أن الفحشاء هي القبيح من قول أو فعل، والمراد بها هنا ما كانوا يفعلونه في الجاهلية من الطوائف بالبيت عراة، فأنكر الله هذا ووصفه بأنه فاحشة، وفحشها ظاهر بالعقل٤.

٣- وأحياناً يذكر أن في الآية رداً على طائفة معينة، ولا يذكر المعتقد المردود عليهم فيه ولا وجه الرد بل يترك ذلك للقارئ لما يرى من ظهوره وشهرته..

ومن أمثلة ذلك:

- قوله عند قول الله تعالى: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} ٥.

فيها الرد على الخوارج، والرد على المعتزلة٦.

ولم يوضح هنا معتقدهما الذي تضمنت الآية الرد عليهما فيه، وبالتالي لم


١ سورة الأعراف: آية "٢٨".
٢ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "٧٧".
٣ انظر الكلام على مذهب الأشاعرة وبيان مذهب أهل السنة فيما ذكر في مجموع الفتاوى لابن تيميه "٤٣٢:٨- ٤٣٦".
٤ انظر تفسير الطبري "٨: ١٥٣، ١٥٤" ومؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "٩٩".
٥ سورة الحجر: آية "٢".
٦ مؤلفات الشيخ/القسم الرابع/ التفسير ص "١٨٣".
وانظر الكلام على هاتين الفرقتين ووجه الرد عليهما في موضعه من قسم التحقيق ص "٤٠١، ٤٠٢".

<<  <   >  >>