للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: {وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} أي لا تدرون. فإذا كان هذا فيمن لا يدري دل على وجوب التعلم والتحرز، وأن الإنسان لا يعذر بالجهل في كثير من الأمور١.

والعلم الذي يرى الشيخ وجوبه على كل مسلم هو معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة٢.

وهذا شامل لعلم الدين كله.

وتركيز الشيخ على هذه العلوم والمعارف من أظهر ما في تفسيره فمن ذلك قوله عند قول الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} ٣ فيه مسائل- وذكر منها- الأولى: معرفة أن لا إله إلا الله كما في قصة آدم وإبليس، ويعرف ذلك من عرف أسباب الشرك، وهو الغلو في الصالحين، والجهل بعظمة الله.

الثانية:- معرفة أن محمداً رسول الله، يعرفه من عرف عداوة علماء أهل الكتاب له.

الثالثة:- معرفة الدين الصحيح والدين الباطل، لأنها نزلت في إبطال دينهم الذي نصروا، وتأييد دينه الذي أنكروا٤.

ويبين الشيخ أن أهم مصادر العلم الصحيح هو كتاب الله تعالى فيقول مستنبطاً من قول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} ٥.

إن من أكبر آياته- أي القرآن- تصديقه لما بين يديه من العلوم التي جاءت بها الرسل، التي هي العلم النافع في الحقيقة.


١ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "٣٥٠".
٢ مؤلفات الشيخ/ القسم الأول/ ثلاثة الأصول ص "١٨٧".
٣ سورة الأعراف.: آية "١٧٥".
٤ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "١١١".
٥ سورة يوسف: آية "١١١".

<<  <   >  >>