للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحيل التي لا يعرفها آدم، مع أن الله علمه الأسماء كلها، فكان ذلك العلم من إبليس هو الجهل، وفى الحديث: "إن الفاجر خب لئيم وإن المؤمن غر كريم" ١ وأبلغ من ذلك وأعم منه قول الملائكة: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} ٢ فقيل لهم ما قيل وعوتبوا، فكانت توبتهم أن قالوا: {سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا} ٣ فكان كمالهم ورجوعهم عن العتب وكمال علمهم أن أقروا على أنفسهم بالجهل إلا ما علمهم سبحانه، ففي هذه القصة شاهد للقاعدة الكبرى في الشريعة المنبة عليها في مواضع منها قوله "صلى الله عليه وسلم": "وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها" ٤.

وقوله٥: ومنها أن فيها معنى القاعدة الكبرى في الشريعة المذكورة في مواضع منها قوله "صلى الله عليه وسلم": "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" ٦ وهي من قوله: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ} ٧ فإنهم ذكروا أن معناه قطع آذان البحيرة تقربا إلى الله على عادات الجاهلية٨.


١ رواه الإمام أحمد في مسنده "٢: ٣٩٤" وأبو داود في سننه "كتاب الأدب/ باب في حسن العشرة "٤: ٢٥١" ح "٤٧٩٠" والترمذي في جامعه/ كتاب البر والصلة باب ما جاء في البخيل "٣٤٤:٤" ح "١٩٦٤" وقال: حديث غريب. وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي "٢: ١٨٧" ح"١٥٩٩".
٢ سورة البقرة آية: "٣٠".
٣ سورة البقرة آية: "٣٢".
٤ أخرجه الطبري في تفسيره "٨٥:٧" والحاكم في مستدركه "٤: ١١٥".
٥ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "٩٦".
٦ رواه البخاري في صحيحه في مواضع منها كتاب الصلح/ باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود انظر الفتح "٥: ٣٥٥" ح "٢٦٩٧" ومسلم في صحيحه كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور "١٣٤٣:٣" ح "١٧١٨".
٧ سورة النساء: آية "١١٩".
٨ قاله الطبري ورواه عن قتادة والسدي وعكرمة. انظر تفسيره "٥: ٢٨١، ٢٨٢".

<<  <   >  >>