للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- تعرضه للنسخ:

تعرض الشيخ في تفسيره في بعض المواضع لذكر النسخ على وجه الاختصار البالغ مستنبطاً ذلك مما تشير إليه الآيات.

فمن ذلك قوله عند قول الله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ} ١.

حيث قال: ذكر النسخ٢.

والآية دالة على وقوع النسخ، ولهذا يستدل بها العلماء على جوازه شرعا٣. وقوله،: عند قوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ٤.

حيث يقول: الإشعار بالنسخ قبل وقوعه٥.

ووجه ذلك عنده والله أعلم- أن الله تعالى أمر المؤمنين بالعفو والصفح عن أهل الكتاب بقوله: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا} وجعل غاية ذلك إلى أن يأتي الله بأمره ففيه إشارة إلى نسخ حكم العفو قبل وقوعه، وهو ما تم بعد، إذ نسخ بقتال الكفار كافة، وقد قال بنسخ العفو والصفح عنهم ابن عباس وقتادة وغيرهما كما أخرجه عنهم الطبري٦.

الموضع الثالث: قوله عند قول الله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} ٧ إنها ناسخة. وهو يعني بذلك نسخها للحال الأولى وهى المرحلة السرية للدعوة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم٨.


١ سورة النحل: آية "١٠١".
٢ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/التفسير ص "٢٢٧".
٣ انظر الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكي "٦١".
٤ سورة البقرة: آية "١٠٩".
٥ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "١٩٦".
٦ انظر بسط القول في ذلك في تفسير الطبري "٤٩٠:١" والإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخة لمكي "١٢٥، ١٢٦" ونواسخ القرآن لابن الجوزي "١٣٦-١٣٨"
٧ سورة الحجر: آية "٩٤".
٨ انظر التعليق على هذا القول في قسم التحقيق ص "٤٢٢".

<<  <   >  >>