للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأن هذا في غير شدة الحاجة، كما أن خالدا لما أخذ الراية يوم موته من غير أمرة مدح على ذلك١.

الخامسة: قوله: {إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} "ليس"٢ هذا مما نهي عنه من تزكية النفس٣، بل يذكر الإنسان ما فيه من الفضائل عند الحاجة. إذا لم "يقصد"٤ التزكية، كما ورد عن جماعة من الصحابة٥.


١ عن أنس رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، ثم أخذها خالد بن الوليد من غيرة إمرة ففتح الله عليه...." الحديث.
رواه أحمد في مسنده "٣/ ١١٣، ١١٨".
والبخاري في صحيحه في مواضع منها كتاب الجهاد والسير/ باب من تأمر في الحرب من غير إمرة إذا خاف العدو. انظر الفتح "٢٠٨:٦" ح "٣٠٦٣".
وقد وقعت غزوة موته سنة ثمان بين المسلمين والروم، انظر خبرها في سيرة ابن هشام "٤٢٧:٣- ٤٤٧".
٢ في المطبوعة: فليس.
٣ ما ورد به النهي قوله تعالى: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ..} النجم آية: "٣٢".
٤ في "س": تقصد.
٥ من ذلك ما ورد عن ابن مسعود "رضي الله عنه" أنه قال: والله الذي لا إله غيره ما نزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين أنزلت، ولا نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه".
رواه البخاري في صحيحه كتاب فضائل القرآن/ باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم "الفتح ٦٦٣:٨" ح "٥٠٠٢".
ومسلم في صحيحه/ كتاب فضائل الصحابة/ باب ٢٢ من فضائل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "١٩١٣:٤" ح "٢٤٦٣". وإنما كان ذكر الإنسان شيئاً من فضائله حسناً بشرطه لأنه خرج مخرج الشكر، وتعريف المستفيد ما عند المفيد، كما ذكر هذا ابن الجوزي عن محمد بن القاسم، وذكر عن أبي يعلى أنه قال: في قصة يوسف دلالة على أنه يجوز للإنسان أن يصف نفسه بالفضل عند من لا يعرفه وأنه ليس من المحظور في قوله: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} - انظر زاد المسير "٤: ٢٤٥".

<<  <   >  >>