للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ} ١.

فيه مسائل:

الأولى: قولهم: {مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرّ} أن الإخبار بالحال من غير "شكوى"٢ لا يذم.

الثانية: ما ابتلى الله "به"٣ أهل هذا البيت من الجوع المضروهم أكرم أهل الأرض على الله٤.

الثالثة: ذكرهم قدر السلعة التي معهم أنها ناقصة "ردية"٥ وليس هذا من ازدراء النعمة المذموم٦

الرابعة: سؤالهم عند الحاجة، فيدل على أن مثل هذا السؤال في مثل هذه الحال لا يذم.


١ في "ض"و "ب" والمطبوعة بعد قوله: {مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرّ} إلى قوله: {وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ} .
٢ في "س": شكوة.
٣ ساقطة من "ض".
٤ انظر قول الحسن فيما سبق ص "٣٧٩".
٥ في المطبوعة: رديئه. و "وردية": فصيحة.
٦ مما ورد في ذم ازدراء النعمة قوله صلى الله عليه وسلم: "انظروا إلى من أسفل منكم, ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله" رواه مسلم في صحيحه/ كتاب الزهد والرقائق "٢٢٧٥:٤" ح "٢٩٦٣".

<<  <   >  >>