للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

البخاري ومسلم أو أحدهما، كرواية شريك بن عبد الله في الإسراء (١) ، وما رواه مسلم من حديث المعتمر بن سليمان عن أبيه أن المسلمين كانوا يوم هوازن (حنين) ستة آلاف، وإنما كانوا اثني عشر ألفاً (٢) ، ورواية أبي هريرة في بدء الخلق (٣) والتي أخرجها مسلم (٤) وغيره، وهي رواية يرى بعض الأئمة أنها متلقاة عن كعب الأحبار ومما يقدح فيها أنه ليس فيها ذكر خلق السموات وفيها ذكر خلق الأرض وما فيها في سبعة أيام وهذا خلاف ما جاء في القرآن؛ لأن الأرض خلقت في أربعة أيام ثم خلقت السموات في يومين (٥) .

تأتي مراجعات ابن كثير لمتون هذه الروايات وغيرها تجسيداً لمقولة: صحة السند ليست موجبة لصحة الحديث، يقول ابن كثير نفسه: (والحكم بالصحة أو الحسن على الإسناد لا يلزم منه الحكم بذلك على المتن؛ إذ قد يكون شاذاً أو معللاً) (٦) ، وفي تعقيبه على إحدى الروايات


(١) ٤/٢٧٥، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر تابعي صدوق، قال ابن معين: لا بأس به، ووهاه ابن حزم لأجل حديث في الإسراء، الذهبي: ميزان الاعتدال، ٢/٢٦٩-٢٧٠.
(٢) ٧/٩٠-٩١، راجع مسلم. الجامع الصحيح، المكتبة الإسلامية، تركيا (د، ت) ، ٢/٧٣٦، حديث رقم (١٠٥٩) وهناك رواية أخرى عن مسلم تناقض رواية المعتمر بن سليمان عن أبيه عن السميط عن أنس وفيها أنهم كانوا عشرة آلاف ومعهم الطلقاء، مسلم، الجامع الصحيح ٢/٧٣٦، كتاب الزكاة.
(٣) ١/٣٢.
(٤) مسلم الجامع الصحيح، ٤/٢١٤٩، كتاب صفات المنافقين رقم الحديث (٢٧٨٩) .
(٥) ١/٣٣، وراجع: ابن تيمية: مجموع الفتاوي ٨/١٨-١٩.
(٦) الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث، الرياض، دار الهدى (د، ت) ، ص:١٧.

<<  <   >  >>