للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هرم فقد فارق وطنه وهو حَدَث ولعله قدم الحجاز وله أربعون سنة أو أقل. فلعله عاش بضعاً وسبعين وما أراه بلغ المائة" (١) .

وقد نظر الذهبي إلى الموضوعات على أنها عبء كبير على السيرة، وأخذ على القاضي عياض (ت:٥٤٤هـ) مؤلف كتاب "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" ما في كتابه من أحاديث مفتعلة واهية، حيث قال عنه: "حشاه بالأحاديث المفتعلة، عمل لا نقد له في الحديث ولا ذوق، والله يثيبه على حسن قصده، وينفع بشفائه، وقد فعل، وكذا فيه من التأويلات البعيدة ألوان، ونبينا صلى الله عليه وسلم غني بمدحه التنزيل عن الأحاديث، وبما تواتر من الأخبار عن الآحاد، وبالآحاد النظيفة الأسانيد عن الواهيات، فلماذا يا قوم التشبع بالموضوعات فيتطرَّق إلينا مقال ذوي الغل والحسد ولكن من لا يعلم معذور" (٢) . ويرى الذهبي أن الموضوعات والأخبار الواهية لا يلتفت إليها بل تروى للتحذير منها: "فمن دلَّسها أو غطى تبيانها فهو جانٍ على السُنَّة خائن لله ورسوله، فإن كان يجهل ذلك، فقد يعذر بالجهل ولكن سلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" (٣) .

وقد عاصر ابن كثير كذلك، ابن القيم: محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي (٦٩١-٧٥١هـ) .


(١) سير أعلام النبلاء، ج١، تحقيق شعيب الأرنؤوط، بيروت، ١٤١٤هـ، ص:٥٥٦.
(٢) سير أعلام النبلاء، ج٢٠، تحقيق شعيب الأرنؤوط ومحمد نعيم عرقوسي، ص:٢١٦، بيروت، ١٤١٧هـ.
(٣) سير أعلام النبلاء، ج٨، تحقيق شعيب الأرنؤوط ونذير حمدان، بيروت، ١٤١٧هـ، ص:٥٢٠.

<<  <   >  >>