للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويعد ابن كثير من أقرانه وأصحابه، يقول عنه: "كنت من أصحب الناس له وأحب الناس إليه" (١) ، وهذا القول يبين أن الشيخين إنما كانا صاحبين يلازمان أمثال ابن تيمية والمزي، لكن بعض المعاصرين يرى أن ابن كثير من تلاميذ ابن القيم (٢) ، وعلى كلٍ فثمة عناصر جمعت بين الرجلين، ثقافة ومنهجاً، بالإضافة إلى التلمذة، على شيخ الإسلام ابن تيمية وقد كان الشيخان ضمن بعثة العلماء إلى الحج سنة ٧٣١هـ (٣) .

ألف ابن القيم في السيرة كتابه المتميز "زاد المعاد في هدي خير العباد" ويعدُّ موسوعة جمعت بين علوم شتى من السيرة والفقه والتوحيد واللطائف في التفسير والحديث والفقه وغير ذلك.

ويرى بعض الباحثين أنه أول كتاب في فقه السيرة، تميز هذا الكتاب بالموضوعات التي طرقها والآفاق التي نقل قارئه إليها من خلال كتابه، والجوانب الجديدة التي تناولها (٤) ، وقد تميز كذلك بنقده لمتون كثيرة يرويها كُتَّابُ السيرة ورواتها.

فمن ذلك رواية يونس بن بكير عن سلمة بن عبد يسوع، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل نجران قبل أن ينزل عليه طس {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ


(١) البداية والنهاية، ج١٨، ص:٥٢٣، ويلاحظ أنه (ابن كثير) وصفه في الترجمة له بـ (صاحبنا الإمام) .
(٢) بكر عبد الله أبو زيد: ابن قيم الجوزية حياته وآثاره، ص:١٠٨، وانظر الندوي، الإمام ابن كثير سيرته ومؤلفاته ومنهجه في كتابة التاريخ، دمشق، دار ابن كثير، ط١، ١٤٢٠هـ، ص:٥٧.
(٣) ابن كثير: البداية والنهاية، ص:٣٥٤.
(٤) فاروق حمادة: مصادر السيرة النبوية وتقويمها، الدار البيضاء، دار الثقافة، ط١، ١٤٠١هـ، ص:١٠٨.

<<  <   >  >>