للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل:٣٠] يعني النمل، باسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب.

قال ابن القيم: ذلك غلط على غلط فإن هذه السورة مكية باتفاق وكتابه إلى نجران بعد مرجعه من تبوك (١) .

ورَدَّ رواية الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعبد الله ابن رواحة بين يديه ينشد (خلوا بني الكفار عن سبيله.. الأبيات..) .

قال ابن القيم: هذا وهم، فإن ابن رواحة قتل في هذه الغزوة (مؤتة) وهي قبل الفتح بأربعة أشهر (٢) .

ويرد ابن القيم على رواية عرض أبي سفيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم الزواج من ابنته أم حبيبة ـ رضي الله عنها ـ قائلاً: "إن أهل التاريخ أجمعوا على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج أم حبيبة قبل إسلام والدها بزمن طويل"، ويرد على من ذهب إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم حبيبة بعد الفتح، فيقول: "هذا باطل عند من له أدنى علم بالسيرة وتواريخ ما قد كان" (٣) .

وثمة روايات أخرى حاكمها ابن القيم محاكمة نقدية كاشفاً ما فيها من تناقضات وأوهام كرواية البيهقي التي أسندها إلى محمد بن إسحاق، وفيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبلغ حذيفة بالمنافقين الذين حاولوا المكر بالنبي


(١) زاد المعاد في هدي خير العباد، تحقيق شعيب الأرنؤوط وعبد القادر الأرنؤوط، ٣/٦٤٢.
(٢) زاد المعاد، ٣/٣٨٥.
(٣) زاد المعاد، ١/١١٠.

<<  <   >  >>