للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ثلاثة نفر من قريش مع صنم لهم (١) ، هي أخبار أسطورية يرويها وضاعون أمثال عبد الله البلوي وعمارة بن زيد (٢) ، وخبر تنبؤ الكاهن سطيح لأربعة من قريش منهم هاشم بن عبد مناف بما يكون بعدهم وقد تنبأ بخروج فتى يدعو إلى الرشد ومن يلي بعده من الخلفاء (٣) ، في عبارات مسجوعة متكلفة يظهر فيها أثر الوضع وعنصر الخيال، وأسلوب الأسطورة والحكاية الخرافية.

والحق أن ابن كثير نبه على ما يلابس بعض الروايات من ضعف أو وضع ونكارة لكن يبدو أن الولع بالغريب، واحتذاء الآخرين ومضامين بعض الأخبار المحتوية على فتن وملاحم قادمة، وطبيعة الاتجاه الجمعي الذي من أبرز مظاهره حشد أكبر قدر من الروايات ولو جاء ذلك على حساب التجويد المنهجي وتطبيق المعايير المعتبرة في الصناعة الحديثية كل هذه عوامل جَرَّت ابن كثير إلى سياق بعض الأخبار الأسطورية وتضمينها كتابه، فهو يقول بعد ذكره لإحدى حكايات سطيح: "هذا أثر غريب كتبناه لغرابته وما تضمن من الملاحم" (٤) ، ويقول في خبر قدوم هامة بن هيم حفيد إبليس المزعوم وهو خبرٌ موضوع (٥) ، "حديث غريب


(١) ٣/٥٧٥-٥٧٧-٥٧٩.
(٢) الذهبي: ميزان الاعتدال، ٢/٤٩١-٣/٧٧.
(٣) ٣/٦١٥-٦٢١.
(٤) ٣/٦٢٠.
(٥) ابن الجوزي: الموضوعات، تحقيق توفيق حمدان، بيروت، ١٤١٥هـ، ١/١٤٩، الذهبي: ميزان الاعتدال ١/١٨٦-١٨٨، الشوكاني: الفوائد المجموعة، ص:١٢٥.

<<  <   >  >>