للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

جداً بل منكر أو موضوع، لكن مخرجه عزيز أحببنا أن نورده كما أورده". (يعني البيهقي) (١) .

ويقول عن حديث مخاطبة الحمار للنبي صلى الله عليه وسلم أنكره غير واحد من أئمة الحفاظ الكبار ثم يسوق الحديث (٢) ، وهو خبر موضوع نبه على نكارته في موضوع سابق عند الحديث عن أفراس النبي صلى الله عليه وسلم ومراكيبه (٣) .

كذلك ساق ابن كثير روايات هي بأمس الحاجة إلى نقد متونها، ففي موضوع المولد يورد ما رواه ابن إسحاق عن المرأة التي تعرضت لعبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم. كذلك يأتي برواية مشابهة عن تعرض امرأة أخرى من خثعم لعبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم (٤) ، وهي حكايات نسجها وضاعون ثم إنها منكرة سنداً ومتناً ومن يقرأ رواياتها المختلفة يدرك مدى الاختلاف والاضطراب في سوقها، ومثل ذلك الاضطراب والاختلاف ينبغي أن يطرح من دراسات السيرة الجادة (٥) .

وفي المولد النبوي ذاته أورد ابن كثير (حديثاً غريباً مطولاً) ومما جاء فيه: أنه لما حمل برسول الله صلى الله عليه وسلم، نطقت كل دابة كانت لقريش تلك الليلة: قد حمل برسول الله ورب الكعبة، ومما جاء فيه أن الله فتح لمولده


(١) ج٧، ص:٢٧٣.
(٢) ٩/٤٧، انظر الذهبي: ميزان الاعتدال ٤/٣٤، قال ابن الجوزي: لعن الله واضعه فإنه لم يقصد إلا القدح في دين الإسلام، ابن الجوزي: الموضوعات ١/٢٩٣-٢٩٤.
(٣) ٨/٣٨٣.
(٤) ابن كثير: ٣/٣٩٠.
(٥) أكرم العُمري: السيرة النبوية الصحيحة: المدينة، مكتبة العلوم والحكم، ١٤١٢هـ، ١/٩٥.

<<  <   >  >>