للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أبواب السماء وجناته في حديث طويل (١) ، أورده ابن كثير على ما فيه في نهاية سيرته معللاً ذلك بقوله: "ليكون الختام نظير الافتتاح" فهل جاء اختفاء المقاييس النقدية لصالح اعتبارات تتعلق بمسألة التناسب بين الفصول والأبواب والرغبة في التماثل بين الافتتاح والختام؟

وثمة أخبار أخرى كان مطلوباً تفعيل قواعد النقد الحديثي إزاءها وتجاوز صناعة النقل والجمع لتكون سيرة ابن كثير معبرة عن قواعد المنهج النقدي المشار إليه على نحو دقيق.

إن تلك الأخبار يدفع بها الرواة والنقلة بغيرة شد انتباه العامة بهذه الموارد القصصية الأسطورية وهو اتجاه فاسد، يؤدي إلى إفراغ السيرة النبوية من دلالاتها، وقد نبه غير واحد من أئمة المسلمين على خطورة تلك الموضوعات..

يذكر البيهقي أن الاعتماد على الآثار الصحيحة، وتمييز الصحيح من غيره مما يقطع الطريق على أهل البدع أن يجدوا مغمزاً فيما يعتمد عليه أهل السنة (٢) ، كما مر بنا تساؤل الذهبي عندما يقول: فلماذا يا قوم نتشبع بالموضوعات فيتطرق إلينا مقال ذوي الغل والحسد ولكن من لا يعلم معذور؟ كما يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم غني بمدحه التنزيل والأحاديث المتواترة والآحاد النظيفة (٣) .


(١) ٩/٤٠٨-٤١٠.
(٢) دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة ١/٤٧.
(٣) سير أعلام النبلاء، ج٢، ص:٢٧٦.

<<  <   >  >>