" أهم معالم سياسة المخطط الصهيوني الصليبي الجديدة واتجاهاتها وأسسها"
اتعظ أعداء الإسلام من هزائمهم العسكرية أمام زحف الإسلام، وآخرها تلك الحروب الصليبية التي خاضوها مدة قرنين كاملين مع الإسلام، ثم أخيراً خرجوا من ديار الإسلام يجرون وراءهم ذيول الهزيمة، فلجأوا إلى تفكير ذكي اتعظ بتلك الهزائم العسكرية المتلاحقة، ونقب عن السر العظيم لصلابة المسلمين ووثباتهم المفاجئة لكل حساباته فوجد أن السر في الإسلام نفسه ولا شيء سواه.
فحوَّل الصراع من حرب المسلمين إلى حرب العقيدة الإسلامية ذاتها وغيَّر ملامح المعركة، فلم يعد ميدانها الرئيسي الأرض، ولكنه الأدمغة، ولم تعد وسيلتها الوحيدة السيف، بل الفكر، ولم تعد جيوشها الأساطيل والفرق، ولكنها المؤسسات والمناهج بالدرجة الأولى.
وأول من لفت أنظار العالم الغربي الصليبي إلى هذه الخطة هو القديس لويس التاسع ملك فرنسا، وقائد الحملة الصليبية الثانية، الذي هُزم وأُسر في المنصورة، ثم افتدى نفسه وعاد إلى بلاده ليوصي بني ملته بنصيحته الغالية.