رابعاً وأخيراً: إحياء استخدام الطوائف المنحرفة في العالم الإسلامي كاليهودية والنصرانية والحركات الباطنية وغيرها.
وهذه الخطوة من أخبث الخطوات وأعمقها دلالة، فحيثما حل المستعمرون يقومون بنبش العقائد الميتة وتنظيم الطوائف غير الإسلامية ويمهدون لها السبل لتولي المناصب المهمة مستثمرين حقدهم على المسلمين بالزعم بأن الفتح الإسلامي كان استعماراً لهم، وأن المسلمين متعصبون ضدهم..!
ففي بلاد الشام تعهدت فرنسا بدعم النصارى وسلمتهم الوظائف العليا ونظمت فلولهم في جمعيات ومؤسسات عسكرية ومدنية، وعند إنشاء الجامعة السورية-مثلاً- عينت لها مديراً نصرانياً هو "قسطنطين زريق ".
وعلى أيدي نصارى العرب- الذين كانوا على صلة وثيقة بالجمعيات الهدامة في الغرب وشبكات الجاسوسية العالمية- على أيديهم نشأت الجمعيات السرية في بلاد المسلمين لمناهضة الخلافة الإسلامية والدعوة إلى حكومة لا دينية وطنية أو قومية١، ومن هذه الجمعيات:
١- جمعية بيروت "فارس نمر".
٢- جامعة الوطن العربي "نجيب عازوري ".
١ عن أثر دعاة التغريب النصارى في بلاد المسلمين. راجع الفصل الأول من الباب الثاني من كتاب "دراسات في السيرة النبوية " للأستاذ محمد بن نايف زين العابدين. وما كتبه الدكتور سفر الحوالي في كتاب "العلمانية: ٥٥٦-٥٦٠".