للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الدليل من السنة على إقرار المشركين بتوحيد الربوبية

وكذا في السنة أدلة على إقرار المشركين بالربوبية، وأن ذلك الإقرار لا ينفع إلا إذا شهد المقر بالربوبية "أن لا إله إلا الله"، والإله هو المعبود كما قال تعالى: {أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللهَ} [هود: ٢٦] ، فمن ذلك: ما أخرجه مسلم في " صحيحه " (٢/٤) عن أنس بن مالك قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير إذا طلع الفجر، وكان يستمع الأذان، فإن سمع أذاناً أمسك وإلا أغار. فسمع رجلاً يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على الفطرة، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خرجت من النار، فنظروا فإذا هو راعي معزى".

فقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن قال: " الله أكبر": على الفطرة، أفاد فائدة وهي أن هذا القول وما يدل عليه من توحيد الربوبية، هو في الفطر مستقر١، ولذا لم يحكم بنجاته من النار وإسلامه إلا بقوله: " أشهد أن لا إله إلا الله"، شهادة متضمنة نفي كل معبود سوى الله، وهو توحيد الألوهية، ودلالة هذا ظاهرة.

ومن ذلك ما جاء في " صحيح مسلم " (١٥/١١ مع شرح النووي) عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال: "ردفتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء؟ ، قلت نعم، قال: هيه، فأنشدته بيتاً، فقال: هيه، ثم أنشدته بيتاً، فقال: هيه، حتى أنشدته مئة بيت".


١ ومن ذلك قول أوس بن حجر:
وباللات والعزى ومن دان دينها
وبالله إن الله منهم أكبرُ.

<<  <   >  >>