ورواه مسلم من طريق أخرى بمثله، وزاد: قال: " إن كاد ليسلم"، وفي الطريق الأخرى طريق عبد الرحمن بن مهدي قال: "فلقد كاد يسلم في شعره".
قال النووي: " واستزاده من إنشاده لما فيه من الإقرار بالوحدانية والبعث" اهـ.
ومن شعر أمية قولُه:
الحمد لله ممسانا ومصبحنا
بالخير صَبَّحنا ربي ومَسَّانا
ربُّ الحنيفة لم تنفد خزائنها
مملؤة طبق الآفاق أشطانا
ألا نبي لنا منا فيخبرنا
ما بعد غايتنا من رأس هجرانا
بينا يُربَّبُنا آباؤنا هلكوا
وبينما نقتفي الأولاد أبلانا
وقد علمنا لو أن العلم ينفعنا
أن سوف تلحق أخرانا بأولانا
وقد عجبت وما بالموت من عجب
ما بال أحيائنا يبكون موتانا
وشعره معروف سائر، وكثير منه في نحو هذه المعاني، المفردة رب الخليقة بالربوبية، المؤمنة بالبعث.
فانظر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن كاد ليسلم"، فلم يحكم له بالإسلام بمجرد توحيده رب الخليقة بالخلق والإحياء والإماتة ونحو ذلك، وهو من الجاهلين الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
والاكتفاء بهذين الحديثين من سنة حبيبنا صلى الله عليه وسلم فيه كفاية لمن أراد الحق وسعى إليه.
ومن شعر العرب الدال على إقرارهم بالربوبية، قول أوس بن حجر١:
وباللات والعزى ومن دان دينها
وبالله إن الله منهن أكبر
١ الأصنام ص١٧.