وقد وافق القاضي عياض ابنَ سفيان في هذا المعنى، لكن النووي لم يوافقهما في تقديم لفظة (معهم) ، ووافقهما في الباقي، فقال: "والظاهر أنََّّ قوله في تقديم "لأن يراني" وتأخير "من أهله لا يراني" كما قال، وأما لفظة "معهم" فعلى ظاهرها وفي موضعها، وتقدير الكلام: "يأتي على أحدكم يوم لأن يراني فيه لحظة ثم لا يراني بعدها، أحب إليه من أهله ماله جميعاً"، ومقصود الحديث حثهم على ملازمة مجلسه الكريم ومشاهدته حضراً وسفراً للتأدُّب بآدابه، وتعلّم الشرائع، وحفظها ليبلغوها، وإعلامهم أنَّهم سيندمون على ما فرَّطوا فيه من الزيادة من مشاهدته وملازمته". انظر: المرجع السابق، والمنهاج للنووي (١٥/١٢٧) . تخريج الحديث: حديث أبي هريرة أخرجه همام بن منبه في صحيفته عن أبي هريرة (ص:٩٠) (٢٩) . وأخرجه أحمد في مسنده (٢/٣١٣) . والبيهقي في دلائل النبوة (٦/٥٣٦) . والبغوي في شرح السنة (١٤/٥٥) (٣٨٤٢) ، وفي الأنوار (٢/٧٨٠) (١٢٥٠) . جميعهم من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام به. ٢ نصَّ القاضي عياض في الإكمال (٨/١٠٤) أنَّ الراوي عن مسلم، أبو إسحاق بن سفيان، وكذلك محققو مسند أحمد (١٣/١١٤) . وأبهمه الحميدي في الجمع بين الصحيحين (٣/٢٨٧) فقال: "قال بعض الرواة: لا أدري أهلكَهم بالنص، أو أهلكُهم بالرفع".