وقد دخل على أصحاب الديانات السابقة تحريفٌ خطيرٌ في معتقد الإيمان بالبعث بعد الموت، وما يعقبه من الحساب والجزاء.
فاليهود يعتقدون برجعة بعض الأموات ـ وهم بنو إسرائيل ـ إلى دار الدنيا قبل يوم القيامة. وهذه العقيدة من لوازم إيمانهم بـ (المخلِّص المنتظر) ، وبـ (يوم الربّ) ، أو (آخر الأيام) ، وكلُّها تنضوي تحت ما يُسمَّى (الإيمان بالأخرويَّات) (Eschatology) ؛ أي الأمور الحادثة في آخر الزمان، والبعث، والآخرة.
ورد في كتاب دانيال قوله ـ في معرض حديثه عن آخر الأيَّام ـ: “وفي ذلك الوقت يقومُ ميخائيل الرئيس العظيم القائمُ لبني شعبك، ويكون زمانُ ضيقٍ، لم يكن منذ كانت أمّة إلى ذلك الوقتُ. وفي ذلك الوقتُ يجيء شعبُك؛ كلُّ مَنْ يُوجد مكتوباً في السِّفر، وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون؛ هؤلاء إلى الحياة الأبديَّة، وهؤلاء إلى العار للازدراء الأبديّ، والفاهمون يُضيئون كضياء الجلد. والذين ردُّوا كثيرين إلى البرّ كالكواكب إلى أبد الدهور”١.