للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال”كلمة أحاج لك بها عند الله"، ولم يجزم بنفعها له، ولم يقل: تخرجك من النار.

الثاني: أنه سبحانه أذن للنبي صلى الله عليه وسلم بالشفاعة لعمه مع كفره، وهذا لا يستقيم إلا له، والشفاعة له ليخفف عنه العذاب١.

هذه أقوال بعض أهل العلم في قصة أبي طالب، ولعل الأقرب أن تكون خاصة به، وعلى كل الأحوال فإن مما لا خلاف فيه أن الذين يعملون السيئات من أهل الإصرار على المعاصي حتى إذا حضر أحدهم الموت، وحشرج بنفسه، وعاين الملائكة قد أقبلوا عليه لقبض روحه، وقد غلب على نفسه، وحيل بينه وبين فهمه بشغله بكرب حشرجته وغرغرته قال: {إِنِّي تُبْتُ الْآنَ} فليس لهذا عند الله تبارك وتعالى توبة؛ لأنه قال ما قال في غير حال توبة٢.

فإن قيل: هل تصح توبة من حكم عليه بالقتل، أو حضر في مكان يحترق أو كان في طائرة حدث فيها خلل وبدأت تهوي إلى الأرض، ونحو هذه الحالات.

فإنه يقال: نعم تصح توبة هؤلاء؛ لأنهم ربما ينجون من الموت، فمن هوت به الطائرة، أو كان في بيت يحترق، فربما ينجو، وكذلك من حكم عليه بالقتل فربما يرفع القتل عنه٣.


١ انظر القول المفيد على كتاب التوحيد ١/٣٥٤.
٢ انظر جامع البيان في تفسير القرآن ٤/٢٠٥، ٢٠٦.
٣ انظر فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين ٢/٩٩٠.

<<  <   >  >>