للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال النووي في شرحه هذا الحديث: “فيه الندب إلى قول الخير حينئذ من الدعاء والاستغفار له، وطلب اللّطف به، والتخفيف عنه، ونحوه، وفيه حضور الملائكة حينئذ وتأمينهم”١.

وعنها رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة، وقد شق بصره، فأغمضه، ثم قال ”إن الروح إذا قبض تبعه البصر” فضج ناس من أهله، فقال ”لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون”، ثم قال ”اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه” ٢، قال النووي في هذا الحديث: “دليل على استحباب إغماض الميت، وأجمع المسلمون على ذلك، قالوا والحكمة فيه ألا يقبح بمنظره لو ترك إغماضه ... وفيه استحباب الدعاء للميت عند موته ولأهله وذريته بأمور الآخرة والدنيا”٣.

وقال القرطبي: “قال علماؤنا: قوله عليه السلام ”إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيراً" أمر ندب وتعليم بما يقال عند المريض أو الميت، وإخبار بتأمين الملائكة على دعاء من هناك؛ ولهذا استحب العلماء أن يحضر الميت الصالحون، وأهل الخير حالة موته ليذكروه، ويدعوا له ولمن يخلفه ويقولوا خيراً فيجتمع دعاؤهم وتأمين الملائكة فينتفع بذلك الميت ومن يصاب به ومن يخلفه”٤.


١ صحيح مسلم بشرح النووي ٦/٢٢٢.
٢ رواه مسلم، كتاب الجنائز، باب في إغماض الميت والدعاء له إذا حُضر ح٩٢٠.
٣ صحيح مسلم بشرح النووي ٦/٢٢٣.
٤ التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ١/٦٥، ٦٦.

<<  <   >  >>