للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

القراءات: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ [وهو أب لهم] } [الأحزاب: ٦] ١.

وإيجاد البدائل الصالحة أسلوب تشريعي يربي في المسلم الرغبة في الخير والقناعة به والرضا والتسليم له، كما يربّي فيه الرغبة عن الشر والإثم والعدوان ونبذه.

- ومن صوره: لما حرم الله الربا أباح البيع وجعله البديل الصالح عنه فقال تعالى: {وَأَحَل اللهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: ٢٧٥] .

- وفي تحريم الزنا وكافة الوسائل المؤدية إليه نهى عن ذلك كله في قوله تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا} [الاسراء:٣٢] وفي المقابل أمر بإنكاح الأيامى وهم من لا زوج له من الجنسين قال تعالى: {وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيم} [النور:٣٢] بل وأيضا أباح تعدد الزوجات بشرط العدل بينهن قال عز وجل: {فَانكِحُوا مَا طَابَ لكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء:٣] ومن لم يكن عنده استطاعة على التعدد لعجز نفسي أو عجز مالي ولم تعفه زوجته أباح له استبدال زوجته بأخرى أجمل منها وأزكى وأقرب إلى تحقيق مراده فقال: {وَإِنْ أَرَدْتُمْ اسْتِبْدَال زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [النساء:٢٠]

وهكذا فالإسلام لايضيق شيئا لمصلحة العباد إلا ويوسع مقابله ما هو أنفع لهم وأزكى وأرجى، وهل يستوي الطهر والعهر؟! أم هل يستوي العفاف والخنا!


١ تفسير القرآن العظيم ٢ / ٤٥٤.

<<  <   >  >>