للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

غيرهم على زنى ولا سرقة ولا كبير من المعاصي الموجبة للحدود وقد عاقب الله قوم لوط من العقوبة بما لم يعاقبه بشرا في زمنهم لأجل الفاحشة والأرض مملوئة من المشركين وهم في عافية وقد دفن رجل قتل رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرات والأرض تلفظه في كل ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم أن الأرض لتقبل من هو شر منه ولكن الله أراكم هذا لتعتبروا ولهذا يعاقب الفاسق الملي من الهجر والإعراض والجلد وغير ذلك بما لايعاقب به الكافر الذمي مع أن ذلك أحسن حالا عند الله وعندنا من الكافر١.

وتتلخص ثلاثة آراء للعلماء في مدة هجر العصاة:

الأول: أن مدة الهجر لا يصح أن تتجاوز ثلاثة أيام لحديث أبي أيوب رضي الله عنه

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام “ ٢ وحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ لا هجرة بعد ثلاث “ ٣.

الثاني: أن مدة الهجر أقصاها أربعون يوما استدلالا بهجر النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة الذين خلفوا حتى نزلت توبتهم قال تعالى: {لقَدْ تَابَ اللهُ عَلى النَّبِيِّ وَالمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ العُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَليْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ وَعَلى الثَّلاثَةِ الذِينَ خُلفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَليْهِمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَليْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلجَأَ مِنْ اللهِ إِلا إِليْهِ ثُمَّ تَابَ عَليْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة:١١٧-١١٨] .


١ الصارم المسلول ٣ / ١٠٢٣.
٢ متفق عليه: خ: الاستئذان (٦٢٣٧) ، م: البر والصلة والآداب (٢٥٦٠) باب تحرم الهجرة فوق ثلاث بلا عذر شرعي.
٣ م: البر والصلة والآداب (٢٥٦٢) ، أحمد: المكثرين (٨٥٦٤) .

<<  <   >  >>