للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال جل ذكره في موضع: {وَالذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [الشورى:٣٧] .

وقال: {الذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالفَوَاحِشَ إِلا اللمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ المَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلمُ بِمَنْ اتَّقَى} [النجم:٣٢] .

ففي هذه الآيات البينات أن الذنوب كبائر وصغائر والصغائر هي اللمم والسيئات، وينبغي للمسلم أن لا يستهين بالمحقرات والصغائر فإن معظم النار من مستصغر الشرر، وكما قال الحكماء: لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن أنظر إلى عظمة من عصيت! وهو الله تبارك وتعالى. وهذا الفهم قالت به عامة الأشعرية وهو أن الذنوب كلها كبائر١.

وهو صحيح لكن باعتبار من عُصي وهو الله تبارك وتعالى، أما باعتبار تفاوت الذنوب فهي صغائر وكبائر بنص التنزيل الحكيم كما سبق إيرادها قريبا وهو قول عامة الفقهاء.

والكبائر المذكورة في الآيات الآنفة كثيرة جدا، منها ما بينتها السنة النبوية كما في أحاديث أنس وأبي هريرة وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمرو وغيرهم رضي الله عنهم جميعا.

ففي حديث أنس رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر فقال: “ الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وشهادة الزور” ٢.

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” اجتنبوا السبع الموبقات” قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال: ” الشرك بالله، والسحر، وقتل


١ انظر الفتح ١٠/٤٠٩ موضع الحديث (٥٩٧٧) .
٢ متفق عليه: خ: الشهادات (٢٦٥٣) ، م: الإيمان (٨٨) .

<<  <   >  >>