عقابه وغضبه باتقاء المعاصي، وتأمل حال النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان مرهف الحس، تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة أقبل وأدبر، فإذا أمطرت سري عنه) قالت فقلت له، فقال: وما أدري لعله كما قال الله تعالى: {فَلمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِل أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَل هُوَ مَا اسْتَعْجَلتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}[الأحقاف:٢٤] ” ١.
و) ومن مجالات تبصير العصاة أيضا: تعليمهم الآداب والأخلاق الإسلامية التي هي بمثابة التحصين لهم من الوقوع في المعاصي وهي من التدابير الشرعية لقطع دابر المعصية قبل وقوعها وقبل تكرارها وهذا ما يعبرون عنه بقولهم الوقاية خير من العلاج، وهذا باب تربوي عظيم ولنضرب فيه بعض الأمثلة:
- في الدخول إلى البيوت لابد من استئذان وإعلام كي لا يقع البصر على عورة أو تمتد يد إلى محرم أو يتعلق قلب بشهوة موبقة، ولا يجوز الهجوم في الدخول كيفما اتفق، وفي تقرير هذا الأدب الإسلامي الجليل قول الباري جل ذكره:{يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلمُوا عَلى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لكُمْ لعَلكُمْ تَذَكَّرُونَ فَإِنْ لمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لكُمْ وَإِنْ قِيل لكُمْ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}[النور:٢٨-٢٧] .
- في سلوك المسلم العام لابد من حفظ البصر والسمع والفؤاد عما نهى الله عنه صيانة له من العطب ووقاية لأخلاقه من كل شر وسوء قال تعالى: {قُل لِلمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِلمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَليَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُن إِلا لِبُعُولتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولتِهِنَّ أَوْ