للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولا أحد أحب إليه المدحة من الله ومن أجل ذلك وعد الله الجنة “ ١.

وأمثل من يصلح لهم هذا الأسلوب الشباب الذين تتأجج لديهم الشهوة وتتحفز لديهم كذلك الغيرة على العرض والمحارم، ومثال هذا الأسلوب ما رواه أبو أمامة رضي الله عنه “أن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: إئذن لي في الزنا! فأقبل القوم عليه فزجروه قالوا: مه مه؟! قال: أدن، فدنا منه قريبا، قال فجلس. قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم! قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم [وذكر العمة والخالة] قال: فوضع يده عليه وقال: اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه. فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شئ” ٢.

ولعل من أوفق ما يدعى إليه الشباب من خلال هذا الأسلوب تبصيرهم بحقائق دينهم القويم، وأنه دين الطهر والعفة ونقاء القلب، ودين العقل والمنطق فما لا يرضاه المسلم لنفسه كيف يرضاه لغيره، ومع هذا التبصير والتنوير لا بد من التحذير من التقليد الأعمى للكفار وعواقبه وآثاره، وإعلامهم بأن الكافرين لا يريدون للمسلمين خيرا قط قال تعالى: {مَا يَوَدُّ الذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَلا المُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّل عَليْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة] فتقليدهم في المضار يجلب الشقاء للإنسان والتعاسة والبوار.

ثم مع التبصير والتحذير لا بد من إيقاف الشباب على المصائب والنوازل


١ متفق عليه: خ: الحدود (٧٤١٦) ، م: اللعان (١٤٩٩) وانظر الفتح ١٣ / ٤٠٠.
٢ أحمد: الأنصار (٢١١٨٥) ، والهيثمي في مجمع الزوائد١/١٢٩ وقال: ((رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح)) .

<<  <   >  >>