للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكربها وشدائدها، ١٠- رحمة الله وعفوه ومغفرته بلا سبب من العباد١.

هذا وينبغي أن لا يغيب عن بال الدعاة أن رحمة الله واسعة وأنه يغفر الذنوب جميعا، قال الإمام النووي رحمه الله:"مذهب أهل السنة بأجمعهم من السلف الصالح وأهل الحديث والفقهاء والمتكلمين على مذهبهم من الاشعريين أن أهل الذنوب فى مشيئة الله تعالى وأن كل من مات على الايمان وتشهد مخلصا من قلبه بالشهادتين فانه يدخل الجنة فان كان تائبا أو سليما من المعاصى دخل الجنة برحمة ربه وحرم على النار بالجملة فان حملنا اللفظين الواردين على هذا فيمن هذه صفته كان بينا وهذا معنى تأويلى الحسن والبخارى وإن كان هذا من المخلطين بتضييع ما أوجب الله تعالى عليه أو بفعل ما حرم عليه فهو فى المشيئة لا يقطع فى أمره بتحريمه على النار ولا باستحقاقه الجنة لاول وهلة بل يقطع بأنه لابد من دخوله الجنة آخرا وحاله قبل ذلك فى خطر المشيئة إن شاء الله تعالى عذبه بذنبه وإن شاء عفا عنه بفضله ويمكن أن تستقل الاحاديث بنفسها ويجمع بينها فيكون المراد باستقاق الجنة ما قدمناه من اجماع أهل السنة أنه لا بد من دخولها لكل موحد أما معجلا معافى وأما مؤخرا بعد عقابه والمراد بتحريم النار تحريم الخلود خلافا للخوارج والمعتزلة فى المسألتين"٢.

وللتوبة شروط معروفة وهي:١- الإقلاع عن الذنب. إذ لا معنى للتوبة حال تلبس العاصي بمعصيته‍!، ٢- الندم القلبي وهو أمارة الصدق في التوبة والرغبة فيها والتأسف على ما مضى، ٣- العزم على عدم العود ومنه المسارعة إلى التوبة والمبادرة إليها من غير تسويف.

وهذا مستنبط من قول الله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلى اللهِ لِلذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ


١ انظر مجموع الفتاوى ٧ / ٤٨٧ – ٥٠١ وأيضا ٤ / ٤٣٢.
٢ المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج ١ / ٢٢٠.

<<  <   >  >>