للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو الإمام والمربي يزجر العتاة ويتخذ في ذلك من يعينه بعد الله تعالى، وقد جاء في حديث أنس رضي الله عنه “ أن قيس بن سعد رضي الله عنه كان يكون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرط من الأمير” ١.

ومن السنة العملية حديث عائشة رضي الله عنها قالت: استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “ ائذنوا له بئس أخو العشيرة، أو بئس ابن العشيرة " فلما دخل ألان له الكلام، قلت يا رسول الله قلت الذي قلت ثم ألنت له الكلام؟! قال: “ أي عائشة إن شر الناس من تركه الناس أو ودعه الناس اتقاء فحشه” ٢.

وفي الحديث أن من زجر العصاة التحذير منهم ومن مسلكهم ويتأكد ذلك أن كانوا من أهل الأهواء والبدع الذين مضرتهم على الدين أكبر ومفسدتهم في الأمة أعظم من العصاة الذين تقتصر معاصيهم على أنفسهم وذويهم. لذا عنون البخاري فقال” باب ما يجوز من اغتياب أهل الفساد والريب” ثم أورد فيه الحديث.

وقال النووي: وفي الحديث مداراة من يتقي فحشه وجواز غيبة الفاسق المعلن فسقه ومن يحتاج الناس إلى التحذير منه.. وأما قوله “ بئس أخو العشيرة أو رجل العشيرة” فالمراد قبيلته أي بئس هذا الرجل منها٣.

ومما يستدل به أيضا على زجر العصاة بالتحذير منهم ومن أعمالهم السيئة ما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ ما أظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئا” قال الليث: كانا رجلين من المنافقين ٤.


١ خ: الأحكام (٧١٥٥) ، ت: المناقب (٣٨٥٠) .
٢ متفق عليه: خ: الأدب واللفظ له (٦٠٥٤) ، م: البر والآداب والصلة (٢٥٩١) .
٣ المنهاج ١٦ / ١٤٤.
٤ خ: الأدب (٦٠٦٨) وانفرد به.

<<  <   >  >>