والمفوضة قال أحمد فيهم: إنهم شر من الجهمية، والتفويض أن يقول القائل: الله أعلم بمعناها فقط وهذا لا يجوز؛ لأن معانيها معلومة عند العلماء.
قال مالك - رحمه الله -: الاستواء معلوم والكيف مجهول، وهكذا جاء عن الإِمام ربيعة بن أبي عبد الرحمن وعن غيره من أهل العلم، فمعاني الصفات معلومة، يعلمها أهل السُّنَّة والجماعة؛ كالرضا والغضب والمحبة والاستواء والضحك وغيرها وأنها معاني غير المعاني الأخرى، فالضحك غير الرضا، والرضا غير الغضب، والغضب غير المحبة، والسمع غير البصر، كلها معلومة لله -سبحانه- لكنها لا تشابه صفات المخلوقين، يقول ربنا -سبحانه وتعالى-: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ}[سورة النحل، الآية: ٧٤]، ويقول -سبحانه-: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} [سورة الثورى، الآية: ١١].
ويقول -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)} [سورة
الإخلاص، الآية: ٤]، هذا هو الحق الذي عليه أهل السُّنَّة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم-، وأتباعهم بإحسان، ومن تأوَّل ذلك فقد خالف أهل السُّنَّة في صفة أو في أكثر.