قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(٣/ ٢٢٢): قال المازري: هذا الحديث وشبهه إنما عبَّر به النبي - صلى الله عليه وسلم - على ما اعتادوا في خطابهم، ليفهموا عنه، فكنَّى عن قبول الصدقة باليمين، وعن تضعيف أجرها بالتربية، وقال الترمذي: قال أهل العلم من أهل السنة والجماعة: نؤمن بهذه الأحاديث، ولا نتوهم فيها تشبيهًا، ولا نقول: كيف؟ انتهى ما نقله الشيخ شعيب الأرنؤوط.
* قلت:
وكلام الترمذي - رحمه الله - فيه إثبات صفات الله التي وصفَ بها نفسه أو وصفه بها نبيه - صلى الله عليه وسلم - من غير أن يشبَّه الله فيها بأحد من خلقه، وتنزيهه عما لا يليق به تعالى من غير تعطيل، وكلام الترمذي ذلك هو في "جامعه" وله تتمة وسأنقله بتمامه بعد قليل -إن شاء الله تعالى-.
أما ما نقله الشيخ شعيب الأرنؤوط عن الحافظ ابن حجر عن المازري فلا يتفق مع ما قرره السلف، فإنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - خاطبهم بلسانٍ عربي مبين، ودلَّ بوضوح كما