للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه الهيئة إلقاء النخامة في جهة القبلة". ا. هـ.

* قلت:

وهذا تأويل، فالحديث على ظاهره، وهو من أدلة الفوقية وأن الله تعالى في العلو كما قرر ذلك العلاَّمة ابن القيم - رحمه الله- فهو -تعالى وتقدَّس- قِبَلَ وَجْهِ العبد مع علوه سبحانه (١)، ولا نشبهه تعالى في هذه الصفة ولا في غيرها بأحدٍ من خلقه ولا نكيف ذلك، كما قال جل شأنه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} [الشورى: ١١].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - (٢): الحديث حقٌ على ظاهره وهو -سبحانه- فوق العرش وهو قِبَلَ وجه المصلي؛ بل هذا الوصف يثبت للمخلوقات، فإن الإنسان لو أنه يناجي السماء أو يناجي الشمس والقمر لكانت السماء والشمس والقمر فوقه، وكانت أيضًا قِبَلَ وجهه.

ولله المثل الأعلى، ولكن المقصود هو بيان جواز هذا وإمكانه، لا تشبيه الخالق بالمخلوق. والله أكبر.


(١) ينظر: "مختصر الصواعق المرسلة" (ص ٣٩٥) للعلاَّمة ابن القيم - رحمه الله - ط دار الحديث.
(٢) ينظر: "مجموع الفتاوى" (٥/ ١٠٧).

<<  <   >  >>