للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٣٢٦ هـ والياً من أشهر رجالها المجاهدين وهو ثمل والي طرسوس. وقد وصف بالشجاعة، وكان شجاعاً، بطلاً عظيم الهيبة، في قلوب النصرانية، كثير الإقدام عليهم، لا يهوله أن يحمل على خمسة آلاف بخمسمائة من المسلمين، وكانت له غزوات مشهورة، فولي الثغر بشرى غلام ثمل١، وتم فداء بين المسلمين والروم في ذي القعدة عام ٣٢٦ حد قام به ابن ورقاء الشيباني، وكان عدة من فودي من المسلمين ٦٣٠٠ بين ذكر وأنثى على نهر البدندون٢.

وفي عام ٣٣٠ هـ قاد الروم هجوماً على الثغور، ونهبوا البلاد، وخربوا، ووصلوا إلى قريب من حلب، وسبوا نحو خمسة عشر ألف إنسان، فدخل بشرى الثملي من ناحية طرسوس إلى بلاد الروم، فقتل وسبى، وعاد سالماً، وقد أسر عدة من بطارقتهم االمشهورين٣.

وعاد الروم بقوة فهاجموا الثغور الجزرية عام ٣٣١ هـ، وأعطى ملك الروم صفة الحرب الصليبية لحروبه، فافتعل قضية المنديل، زعم أن المسيح مسح به وجهه، فارتسمت صورته فيه، وأن هذا المنديل في بيعة الرها، وأرسل إلى المتقي بالله، يطلب هذا المنديل، مقابل جميع من سبى من المسلمين. فأحضر المتقي القضاة، والفقهاء، واستفتاهم، فاختلفوا تسليمه. ثم وافق الخليفة على رأي الوزير علي بن عيسى عندما قال: "إن خلاص المسلمين من الأسر، والضر، والضنك الذي هم فيه، أولى من حفظ هذا المنديل" فأمر بتسليمه إليهم٤. فشُحن الصليبيون شحنة دينية حماسية، وجههم بها ملك الروم لمهاجمة الثغور.


١ العيون والحدائق ٤ ق ٢/ ٦٨.
٢ الكامل ٦/٢٦٨، ابن تغري ٣/ ٢٦٢- ٢٦٣،
٣ الكامل ٦/ ٢٨٨، البداية ١١/٢٠٣
٤ الكامل ٦/ ٢٩٤، السيوطي- تاريخ الخلفاء ٣٩٥.

<<  <   >  >>