للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أزواجاً خيراً منكن فنزلت كذلك» .

وقد ذكرت روايات أخرى في أسباب النزول ولكنها كما قال ابن العربي كلُّها ضعيفة واهية ما عدا الذي ذكرنا.

لطائف التفسير

اللطيفة الأولى: قوله تعالى: {بُيُوتَ النبي} إضافة البيوت إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إضافة تشريف، مثل {نَاقَةَ الله} [الشمس: ١٣] و (بيت الله) الإضافة فيها للتكريم والتشريف فلبيوت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من الحرمة ما ليس لغيرها من البيوت، وهذه الأحكام ملذكورة هنا خاصة ببيوت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ تكريماً له عليه السلام وتشريفاً.

اللطيفة الثانية: قوله تعالى: {إِلَاّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى طَعَامٍ} في الكلام باء محذوفة تسمّى (باء المصاحبة) أي إلاّ بأن يؤذن لكم. وتضمين (الإذن) معنى (الدعوة) للإشعار بأنه لا ينبغي أن يدخلوا على الطعام بغير دعوة وإن وجد صريح الإذن بالدخول، حتى لا يكون الإنسان (طفيلياً) يحضر الوليمة بدون سابق دعوة.

وممّا يدل على هذا التضمين قوله تعالى بعدها: {وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فادخلوا} فإنها صريحة في أن المرا د بالإذن (الدعوة) فتنبه لهذا السّر فإنه دقيق.

اللطيفة الثالثة: قوله تعالى: {وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فادخلوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فانتشروا} قال الإمام الرازي: «فيه لطيفة وهي أن في العادة إذا قيل لمن كان يعتاد دخول دار من غير أذن: لا تدخلها إلاّ بإذن، يتأذى وينقطع بحيث لا يدخلها أصلاً ولا بالدعاء، فقال: لا تفعلوا مثل ما يفعله المستنكفون، بل كونوا طائعين سامعين، إذا قيل لكم: لا تدخلوا فلا تدخلوا، وإذا

<<  <  ج: ص:  >  >>